زلاتان ... ونهاية محزنه لنجم لم يبلغ حد الإفول
عندما تبدو الاشياء على غير عادتها وتتخذ شكلاً جديداً ، نتيقن حينها بأن ثمة شيئاً مألوفاً لم يعد كحالة ، فتختلج النفوس وتختل الموازين والنظم وتتواتر الاخبار ، وعلى قول المثل الفرنسي ( ان الاخبار السيئة تنتشر سريعا ) وعلى نسق المثل العربي الشهير ( ان المصائب لاتأتي فرادى ) ، ذهلت عقول العشرات بل المئات من معجبي ومحبي ومشجعي المنتخب السويدي بخبر إعلان النجم الأبرز والمتألق طوال مسيرته رفقة المنتخب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إعتزاله وبصورة رسمية اللعب دولياً ، على ان يكون يورو 2016 آخر مشاركه له بل آخر إطلاله لنجم توهج بريقاً وابداعاً ، فسجل إسمه بأحرف من نور في بين أساطير الكرة السويدية ، بل متوجاً نفسه اميراً وسيداً عليهم ، بجميل عطائه وعظيم أثره في تاريخ الكرة السويديه على الخارطة الأوربية ، حاملاً راية وشارة المنتخب في أحلك المواقف وأصعب المعارك الكروية ، سجل من خلالها أثنين وستون هدفاً في نيفاً وخمسين مباراة بعد المائة ، كأفضل لاعب يمر على المنتخب طوال تاريخه.
وبالطبع لم يود زلاتان ان تكون نهايته محزنه وبهذه الصورة ، حيث كابد وكافح في مباراة الامس كثيراً من أجل إحراز هدفاً ربما سيكون كفيلاً لتأهل منتخب بلاده لثمن النهائي ، عسى ولعل ان تحسن من وداعة ولكن شاءت الأقدار لتكون الامور في نهاية المطاف على هذا النسق.
وربما خروج المنتخب السويدي من منافسات يورو هذا العام لم تكن أصعب وأمر على الكثيرون من مشجعي المنتخب السويدي بقدر حزنه العميق على إعتزال نجمهم المفضل وصانع سعادتهم اللعب دوليا ، فصعق القلوب وإكتوت حزناً وأسى على نجم مازال في قمة عطائة وبريق لمعانه ، وذروة عطائه ، عرك كرة القدم وعركته وعرف دروبها وخبايها وأسرارها وعرفته ، فمسيرته حافله ورائعه ، كان مبتداها من نادي مالمو السويدي الذي بدأ مسيرته معه في آواخر التسعينات ثم وقع لنادي أياكس وحينها إكتسب سمعة جيده كلاعب محترف رفقة المدرب رونالد كومان ، ومن ثم إنتقل الى نادى السيدة العجوز يوفنتس مقابل 16 مليون يورو وحينها بزغ نجمه في ( السري أي ) رفقه المتألق وقتذاك ديفيد ترزيقيه ، وفي مطلع التسجيلات الشتويه في العام 2006 التحق بنادي إنتر ميلان ومروراً بنادي برشلونه الى ان إستقر به المقام في حديقة الأمراء معقل البياسجي ، الذي كان شاهداً وحاضراً على نهضته وثورته ولما لا وهو مفجر لها ، كاسراً بذلك العديد من الأرقام القياسية رفقة هذا النادي الباريسي.
مداد اخير:
حملت الجولات الاخير من للمجموعات ليورو 2016 العديد من المفاجأت والمفارقات فودعت منتخبات لم تكن في حسبان الكثيرون امر ودعاها وكذلك العكس صحيح دخل منتخبات الاضواء ولم يتحسب لها البعض وكانت مفاجأة حقيقه ، ونقول ان البداية الحقيقه للمتعة تبدأ من هنا فثمن النهائي يحمل بين طياته العديد من المواجهات القويه والتي هى بمثابة نهائي مبكر ومباارة ايطاليا واسبانيا التي تجرعت الهزيمه بعد مضي 12 عاما ليسيت ببعيدة عن الاذهان ، وسواها كثر ؛ اذن فلنهئي انفسنا للمتعة والفرجة وكفى.