كتبت:دارالنعيم عابدين
هناك شخصيات في العالم العربي تجبرك مقالاتهم و صفاتهم الجميلة أن تكتب عنها لأنهم يقدمون نماذج في النهوض بالصحافة العربية لتعود إلى عهدها السابق كما أنها تأخذ بيد كل من رغب في احتراف الصحافة ، شخصيات تستحق أن تكرم ومن هذه الشخصيات (الصحفية المصرية نشوي بركات) غازلت الإبداع فكان سعيد بمغازلتها، امتزج شهد كلماتها بالجمال لتفتح نافذة كلماتها أبواب العبور لكل قارئ لها ،تحكمت وزينت كتاباتها بلغة الجمال ومن منا لا يعشق الجمال لذلك كان انتظار مقالاتها كانتظار عاشق لرؤية عشيقته، تنهل من شغف ابداعها دون أن تروي .
جمعت التميز في كل شئ في صفاتها وفي عملها ،انيقة في لغتها مرتبه في كلماتها، رغم أنها استطاعت أن تحجز مكان ضمن أفضل الصحفيات في مصر لكن هذه المكانة لم تجعل الغرور يتسلل إلى داخلها كما تفعل بعض الصحفيات، رأيتها تعاملها مع المبتدئين في الصحافة حيث تعمل على شحذ هممهم ومن ثم تعرفهم على طريق يسلكونه من أجل النجاح في هذه المهنة .
أسعدني اني كنت ضمن فريق عملها في احدي المجلات الناجحة في مصر وكيف لا تكون ناجحة وهي قائده تحريرها وللأمانه كنت مندهشة من اناقة تعاملها معنا ،كلمة منها تجعل تحرك كل أبداع داخلك ، مثل الشمس تشرق لنا كل يوم لتمنحنا التفائل بيوم جديد مهما كان حزن الأمس ، تداعبنا بأسلوبها الجميل مثل مداعبة النسيم للورد ،وتابعت لها الكثير من المواقف التي تعبر عن إنسانيتها ،رغم أن الكثير فقد إنسانيته، وأعلنت أكثر من مرة تضامنها مع الشعب السوداني في كل شئ، وتؤكد ان مصر والسودان تربطهما علاقة قوية ، لو كانت كل الصحفيات والصحفيين مثل( الأستاذه نشوي) لما شاهدنا زرع الفتن بين الشعوب ولكان عالمنا العربي أكثر نقاء .
لم تبخل يوم بمعلومة ، رغم أن الكثير من الصحفيات يضعن في طريق البعض العقبات باستغلال مناصبهن، لكن نشوي كانت تزيل كل عقبة أمام من يعملون معها ، وتسهل الصعاب، كانت مرسى للتائهين، ومعبر عبر من خلاله الكثيرين وحققوا نجاحات في هذا. المجال، من تدرب على يدها لا يعرف كلمة مستحيل ، ولا يعرف الياس ، تفتح لك أبواب الأمل على مصراعيها لتدخل بكل ثقة ، حتى تخرج للمجتمع وانت ناضج بالفكر ومسلح بالعزيمة والإصرار ، رافع شعار الاجتهاد لتجد نفسك بين الكبار في الصحافة .
حتى أنها تتعامل مع المقصرين في العمل بكلمات رقيقة تجعلهم يبدعون أكثر ،كل حرف في مقالاتها يعبر عن صدق نابع من القلب وينادي بحب الغير ، ويوصي بالتعاون والتسامح في زمن تبدلت فيه لغة الحروف وأصبحت عنوان لزرع الحقد والكراهية بين المجتمعات، انسانه بكل هذه الصفات لم استغرب لكمية الحب التي تحظى بها في جميع الأوساط المصرية والعالمية .
نشوي مدرسة صحفية متفردة تعطي بلا مقابل ، تبني اجيال واعية بشرف الكلمة ، كنت من أسعد الناس بالتعرف عليها والعمل معها شكراً وليتها تكفي .