حوار: أبو عاقلة أماسا – محجوب عبد الرحمن..
استطاعت صحيفة (المجهر) في ساعة متأخرة من مساء أمس، مع رئيس مجلس إدارة المريخ الذي فاز بالتزكية “آدم عبدالله مكي” الشهير بـ”سوداكال”
وأجرت معه حواراً حول تداعيات ترشحه لرئاسة نادي المريخ للمرة الأولى، خلفاً للرئيس السابق “جمال الوالي” وأبعاد ذلك الترشح، والفكرة العامة لبرنامجه..
وعلاقته بـ”جمال الوالي” والمريخ قبل الترشح وكيف يراها بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من تولى رئاسته،
وكذلك تحدَّث عن الطعون التي تقدَّم بها بعض أعضاء الجمعية العمومية ضده.
بدأ “سوداكال” مرتباً في حديثه، متوازناً، مجتهداً في تخير الألفاظ والعبارات، وجاء حديثه مليء بالثقة ودقة المعلومات والتصويب، فجاء الحوار معه ملبياً لمقتضيات الحاضر، وأزال كثيراً من الاستفهامات العالقة بالراهن المريخي، مع أجواء الانتخابات وحمى التغيير.
* نريد في البداية أن نعرف متى كانت بداية علاقتك بالمريخ؟.
– أنا مريخي الهوى والعشق منذ نعومة الأظافر.. لا أعرف كيف بدأت علاقتي ومتى بالضبط، ولكن ما أذكره جيداً وبالتفاصيل المملة أنني نشأت مشجعاً مريخياً لا أقبل في هذا النادي ما يقلل من شأنه.. ومتى سنحت لي الفرصة كنت أحضر مبارياته من المدرجات.
* وهل خططت يوماً لتكون رئيساً لهذا النادي؟.
– نعم، خططت أن أكون من قيادات النادي، ولكنني فكرت بالتحديد في رئاسته بعد أن تأكدت من تنحي الأخ “جمال الوالي” وزهده في العمل ومواصلة المشوار، وقتها حدَّثت نفسي وشاورت من حولي واستشرت قبل أن أقرر في خوض التجربة.
* ألم تشعر بالرهبة.. خاصة وأنت مازلت شاباً يافعاً وقليل التجربة؟.
– لن أقول لك أنني لم أشعر بالرهبة، لأن رئاسة نادي في قامة المريخ، ومن ثم خلافة رئيس بقامة وإنجازات رجل مثل “جمال الوالي” وقبوله وشعبيته أمر ليس من السهل التعامل معه بدون التفكير والحذر وتحسس القدرات، أما الحديث عن ضعف التجربة فأنا موجود في المريخ منذ سنوات داعماً ومتابعاً عن قرب، وأظن أنكم على علم بهذه العلاقة، وأعرف كثيراً من خفايا العمل داخل المريخ ومشكلاته لذلك أقول لكم: أنني مهما بلغت من رهبة فهذا لا يعني أنني أخاف خوض التجربة. بل أتشوَّق تماماً لتولي مهام المنصب حتى أستطيع تقديم خدماتي للنادي الذي أحببت… فأنا كما قلت منذ صغري كنت أفرح لفوزه وأحزن كلما تعثَّر وأغضب إذا خسر لأي سبب من الأسباب.
* قلت إنك تعرف المريخ عن كثب.. وذلك يعني أنك تدرك حجم التحدي الذي ينتظرك؟.
– نعم.. ذكرت أنني مريخي متابع وأعرف تقريباً كل صغيرة وكبيرة في هذا النادي وبعض المشكلات والعقبات التي تنتظرني، وأعرف أن المريخ يمر بظروف استثنائية بمعنى الكلمة، وأتوقع ألا تكون مهمتي صعبة أو يكون طريقي مفروش بالورود.
* وهل أن جاهز لهذه التحديات؟.
– بالطبع..أنا جاهز.. فقد ذكرت لك أنني درست الموقف جيداً وهيأت نفسي لمواجهة هذه المصاعب بالأسلوب الذي ينقل المريخ إلى مستوى أفضل.
* المريخ يمر بصعوبات مالية جمة.. وديون جزء منها مرئية والجزء الآخر غير مرئي مع أرقام إنفاق متعاظمة وكبيرة؟.. كيف ستجابه كل هذه المشكلات؟.
– قلت إنني أعرف كثيراً من مشكلات المريخ وقد هيأت نفسي مادياً لمقابلة ذلك، وعازم مع ذلك على تحقيق النجاح.
سأتعامل مع الديون بالأسلوب الذي يخرج النادي من الحرج نهائياً بحصرها أولاً ولو اضطررنا للجوء إلى وزارة العدل والمراجع العام لهزيمة غول الديون والتفرغ لما هو مهم، وأفعل الموارد وأزيل موانعها من استثمار وغيره، وبأشكاله بالاستعانة بخبراء في هذا المجال.
* هنالك من يشكك أو شكك بالفعل في قدراتك المالية والذهنية؟.
– قلت إنني أدرك حجم مشكلات المريخ والصعوبات المالية التي تواجهه لأنني كنت خلال الثماني سنوات الماضية، من الأقطاب الداعمين والمتابعين عن قرب، وإذا كانت قدراتي ضعيفة بالفعل لما قبلت بهذا التحدي وفي هذا التوقيت الحساس والمعقد، وأعرف أن الإعلام والجمهور وبقية المريخاب سيقارنونني بالأخ “جمال الوالي” في كل شيء.
* كيف كانت علاقاتك مع “جمال الوالي” وكيف هي الآن بعد الترشح والاقتراب من المنصب رسمياً؟.
– على المستوى الشخصي كان “جمال الوالي” مميزاً في تعامله معي، وتربطني به علاقات وأعمال بحسب مجتمع رجال الأعمال، واعتقد أنه كان صاحب تجربة تستحق أن نتوقف عندها وندرسها ونتعلم منها الكثير.
– علاقتنا مع “جمال” لن تفتر وتذبل، بالعكس سيكون من مرجعياتنا المهمة وقد تواصلنا معه عن طريق “علي أبشر” من مجموعتنا وأعلن مباركة ترشيح مجموعتنا، وهو ما مثل مصدر سعادتنا.
* ولكن هناك من يتحدَّث عن خلافات بينكما؟.
– لم ولن تحدث خلافات بيننا وشخص “جمال الوالي” أو أي أحد من مجموعته لأننا نوجد جميعاً في نادي المريخ لخدمته وليس لتعكير أجوائه بالخلافات وعرقلة مسيرته.. ونمد أيادينا بيضاء لكل المريخاب وسنحاول تحقيق وحدة شاملة وصنع بوتقة تنصهر فيها كل مسميات الكيان وتوحد فيها الجهود لتجاوز مرارات الماضي إن وجدت.
* ولكن هنالك من يرفض رئاستك للمريخ ؟.
– للأسف الشديد صدمت جداً بأن بعض من يرفضونني يفعلون ذلك بدوافع جهوية، وهذا مرفوض في الرياضة ونادي المريخ الذي نعشقه، ومن الحزين جداً أن يكون ذلك هو فهم البعض في 2017… فالمنصب مرتبط بالقدرة المالية وأنا اعتقد في قدراتي على أداء واجب المنصب بنجاح.. لذلك أدعوهم من هذا المنبر أن يمنحونني الفرصة أولاً لأنفذ برنامجي وسياساتي وبعدها يحكموا علينا بالنجاح أو الفشل، ولكن كل ما يحاول بعضهم تمريره من بين السطور من شأنه أن يتسبب في فتنة ويوغر الصدور ونحن نرفض ذلك بشدة.
* وماذا عن الطعون التي تقدَّم بها البعض في أحقية أو قانونية ترشيحك للرئاسة؟.
– أتابع جيداً ما يجري حولي، ولكن الحديث عن الموانع القانونية غير صحيح، ويتعيَّن على الجميع أن يعرفوا حقيقة مهمة جداً وهي أنه لم توجه لي تهمة في أي من القضايا العالقة في المحاكم الآن، ناهيك عن إدانتي، فمن أين لهم بما يتحدثون؟.
القانون ينص (على ألا يكون قد أدين بجريمة)..!
* يخاف البعض على إنجازات الوالي.. من الإستاد وحتى فريق كرة القدم الحالي الذي جمع أمهر نجوم البلاد وأثمنهم؟.
– ما أعرفه أن هذه الثروات من أكبر مهام المجلس القادم، وأولى أولوياته، ونعرف أنه يجب علينا المحافظة على المريخ وإمكانياته وقدراته حتى نستطيع أن نبني عليها القادم.. لذلك نقول أنه لا خوف على مكتسبات المريخ.. فنحن جئنا لنعمِّر لا لنخرِّب ونهدر وقتنا في المغالطات والأزمة