المدير الفني لمنتخبنا الوطني للشباب في حوار مثير
مبارك سليمان: اعتمد على مجموعة مميزة ومهارية وقادرة على الدفاع عن سمعة الكرة السودانية
نستهدف الظهور في أبهى صورة بأبها.. وتمنيت خوض أكبر عدد ممكن من التجارب الدولية
لا مجال للمقارنة بين منتخب اليوم ومنتخب 2017.. وعانينا بسبب عدم وجود منافسات منتظمة لهذه الفئة العمرية
نتوقع من جماهير الجالية السودانية بالسعودية أن تكون اللاعب رقم "1" في مشوارنا العربي
حاوره بأبها – عاطف السيد
قطع منتخبنا الوطني للشباب شوطاً بعيداً في تحضيراته للمشاركة في البطولة العربية تحت سن 20 بالمملكة العربية السعودية وذلك بفضل المجهود الكبير الذي بذله الجهاز الفني بقيادة المدرب المقتدر مبارك سليمان وطاقمه المعاون حتى بات المنتخب الشاب الآن في درجة متقدمة من الجاهزية الفنية والبدنية بما يكفي لتشريف الكرة السودانية والظهور بصورة مميزة في هذا المحفل العربي المهم، ومن أجل الوقوف على كل صغيرة وكبيرة عن تحضيرات منتخبنا الوطني للشباب كان لنا هذا الحوار مع الكابتن مبارك سليمان.
• في البدء نريد أن تحدثنا عن تفاصيل التحضيرات وإلى أين وصلت حتى الآن؟
قطعنا شوطاً بعيداً في تحضيراتنا للمشاركة في البطولة العربية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، وتحضيراتنا ليست وليدة اللحظة ولم تبدأ بعد وصولنا المملكة بل ظلت مستمرة على مدى شهرين فأسهمت في وصول اللاعبين إلى مرحلة متقدمة من الجاهزية الفنية والبدنية وفق برنامج تم تنفيذه بصورة مميزة للغاية حتى وصلنا مرحلة التجارب الإعدادية والتي كشفت لنا الكثير قبل انطلاقة المشوار العربي، وقد خاض المنتخب خمس تجارب إعدادية قبل السفر إلى المملكة العربية السعودية وكان من المفترض أن نكمل تلك التجارب بخوض خمس تجارب أخري لكن هناك ظروف حالت دون تنفيذ البرنامج.
• لماذا التركيز على خوض هذا العدد الكبير من التجارب الإعدادية؟
لعدم وجود منافسات منتظمة للاعبين تحت (20) سنة وبرغم توافر مواهب مميزة لكن عدم وجود منافسة منتظمة لهذه الفئة العمرية يجعل تلك المنتخبات لا تظهر بالمستوى المأمول لذلك عملنا على خوض أكبر عدد ممكن من التجارب والتي حققت الغرض تماماً وأسهمت في الارتفاع بالمستوى الفني والبدني للاعبين وكنا نخطط لخوض تجربتين دوليتين لكن لم نوفق إلا في تجربة وحيدة أمام ليبيا الثلاثاء 19 يوليو 2022 ونأمل أن تسهم هذه التجارب في دخول اللاعبين أجواء المباريات حتى نقدم المنتخب في أبهى صورة بأبها.
• الكابتن مبارك كانت له تجربة مميزة من قبل مع منتخب الشباب الذي قدته من قبل لنهائيات الأمم الإفريقية في زامبيا، هل من مقارنة بين ذاك المنتخب ومنتخب اليوم؟
بكل تأكيد كانت تلك التجربة مميزة جداً في عام 2017 ولكن بالتأكيد هناك اختلاف كبير بين التجربتين، وفي التجربة الأولى عام 2017 كانت كل الظروف مساعدة على بناء منتخب طموح ومميز وقادر على تحقيق الطموحات وفي النهاية عامل الوقت مهم جداً وقد خضنا وقتها أكبر عدد ممكن من التجارب وأنا اتحدث دوماً عن التجارب وأهميتها لعدم وجود منافسة منتظمة لتلك الفئة العمرية كما ذكرت، ولكن رغم كل ذلك متفائلون بتقديم المنتخب الشاب في البطولة العربية بصورة جيدة ومميزة.
• المنتخب الشاب الآن على موعد مع مشاركة عربية وبعدها سينتقل للمشاركة في منافسة قارية، كيف تتعامل كمدير فني مع المشاركتين؟
أعمل كمدير فني للمنتخب الوطني للشباب على الإستفادة من الإحتكاك القوي والرسمي الذي توفره لي البطولة العربية من أجل تجهيز منتخبنا الشاب بالشكل المطلوب للتنافس القاري وأعول كثيراً على الخروج بمكاسب فنية وبدنية ومعنوية كبيرة من هذه المشاركة حتى يظهر المنتخب بصورة مميزة في التنافس القاري بمشيئة الله.
واعتقد أن المنتخب ومن خلال المشاركة العربية سيجعلنا نقف على مستوى الجماعية وأين نقف من بقية المنتخبات حتى نتمكن من معالجة كل السلبيات وتقديم المنتخب بصورة مميزة في التصفيات الإفريقية.
• تحدثت كثيراً عن تأثر المنتخبات السنية بعدم وجود منافسات منتظمة الأمر الذي يدفعكم للتعويض بعدد كبير من التجارب، ما رأيك في اتجاه الاتحاد لإلزام الأندية بمنافسات لتلك الفئات العمرية؟
• هذا سؤال جميل ويلامس عصب المشكلة المتعلقة بالمنتخبات السنية واعتقد أن هذه الخطوة مميزة جداً ويمكن أن تقدم لنا العديد من الخيارات الجيدة من المواهب التي يتم رصدها من خلال المنافسات المنتظمة فضلاً عن تجهيز تلك العناصر عبر منافسة منتظمة لأن تلك المنافسات هي التي تبني المنتخبات، فحتى لو وفرنا أكاديميات على مستوى عالٍ لن تكون ذات جدوى إلا بتوافر منافسات منتظمة وإلا ستكون مثل الحضانة إن لم تكن هناك منافسات منتظمة، ولذلك نشد على يد الاتحاد ونشيد بهذه الخطوة ونتوقع لها أن تنعكس إيجاباً على الكرة السودانية عموماً وليس على المنتخبات السنية فقط.
• برأيك هل يكفي الإعداد المحلي مع القليل من الإعداد الخارجي لخوض هذا المحفل العربي الذي يضم منتخبات قوية؟
صحيح أننا لعبنا في مواجهة فرق كبيرة في مسابقة الدوري الممتاز واستفدنا كثيراً من تلك التجارب لكن كان من الأفضل أن نكمل ذلك بخوض مباريات مع لاعبين في نفس الفئة العمرية وفي منتخبات أجنبية حتى نكسر رهبة البدايات الأولى ووقتها كان يمكن أن تكون الفائدة الفنية والبدنية أكبر بكثير.
• من خلال متابعتك الجيدة للتحضيرات ومستويات اللاعبين ما هو رأيك في مستوى العناصر التي يضمها المنتخب؟
هي عناصر على درجة عالية من الموهبة والمهارة والرغبة في تقديم الأفضل، لا أريد أن أشطح وأتحدث عن عناصر خارقة في المنتخب لكني أقول وبكل ثقة إن المنتخب به العديد من العناصر المهارية والتي ستلفت الأنظار في البطولة العربية بمشيئة الله وستقدم مستويات جيدة ومشرفة للكرة السودانية.
• المنتخبات السنية مثل الناشئين والشباب وجدت فكرة الإعداد المنتظم لفترة طويلة مع متابعة جيدة من قادة الاتحاد وفي السابق كانت لا تتجمع إلا قبل أيام من المشاركات، ألا يرفع ذلك من سقف الطموحات والتوقعات من تلك المنتخبات؟
بكل تأكيد، ما توافر لتلك المنتخبات من إعداد محلي وخارجي ومشاركات منتظمة مع اهتمام كبير من قادة الاتحاد والاجتهاد في توفير التجارب الإعدادية بكل تأكيد كل ذلك يرفع من سقف الطموحات والتوقعات ونتمنى أن نكون على قدر عشم الناس وتفاؤلهم وأن نقدم تلك المنتخبات في أبهى صورة بما يشرف الكرة السودانية ويرفع من قدرها ويجعل تلك المنتخبات تحظى بالمزيد من الاهتمام.
• الآن منتخبنا على بعد ساعات من انطلاقة المشوار العربي، ماذا تتوقع من جماهير الجالية السودانية بالسعودية؟
مثل ما للاعب دوره وكذلك المدرب هناك دور أكبر يقوم به الجمهور، فهو الذي يرفع حماس اللاعب ويمنحه الدافع للانتصار ويجعله يعمل على تفادي الهزيمة، وشخصياً أن واثق من أن جماهير الجالية السودانية في المملكة العربية السعودية ستقف وقفة قوية وصلبة خلف منتخبنا الشاب في مشواره العربي بأبها، ولن تكون اللاعب رقم "12" كما جرت التسمية بل ستكون اللاعب رقم "1" وسيكون لها القدح المعلى في ظهور المنتخب بصورة جيدة وتحقيقه لنتائج مميزة بمشيئة الله.
ماهو طموحك الشخصي مع منتخب الشباب في كأس العرب؟!
علي المستوي الشخصي لدي طموح كبير في بلوغ الأدوار النهائية للبطولة وتقديم منتخب مقنع يلعب الكرة الجماعية بتكتيك وبصمة تدريبية واضحة وتقديم مستويات فنية مقنعة وأتطلع لأن نكون الحصان الأسود للبطولة وثقتي في اللاعبين لا تحدها حدود.
المنتخب سيؤدي تجربة إعدادية يوم الثلاثاء أمام ليبيا برأيك هذه التجربة كافية لتحضير شباب صقور الجديان؟!
معلوم للجميع أن المباريات الودية الدولية مهمة بالنسبة للجهاز الفني واللاعبين لأنها تجعلك تقف علي المستوي والشكل وإمكانيات اللاعبين ومردودهم البدني والفني وتكسبهم حساسية اللعب الدولي وتزيد من التناغم والإنسجام بين اللاعبين فكنت أرغب في آداء أكثر من مباراتين تجريبيتين مع منتخبات البطولة إلا أننا حتي الآن سنلعب مباراة وحيدة أمام ليبيا الثلاثاء وسنعمل علي الإستفادة منها ولدينا إتصالات مع بعض المنتخبات لآداء مباريات ودية قبل مواجهة المغرب نأمل أن نوفق فيها لأنها ستجعلنا في قمة الجاهزية.
كيف تري مستقبل منتخبات المراحل السنية في السودان؟!
في هذا الخصوص لدي رسالة مهمة أحب أن أوجهها للمسئولين بالإتحاد السوداني لكرة القدم لإستمرار منتخبات المراحل السنية وتدرجها من الناشئين للشباب ومن الشباب للأولمبي وأن لا يتم تسريحها بعد المشاركات مباشرة فإستمراريتها مهمة لأنها أساس المنتخب الأول فيجب أن توضع لها برامج طوال العام فلا نريد تكرار التجارب السابقة بتسريح المنتخبات بعد المشاركات ونأتي ونعمل من الصفر.
في الختام رسالة لمن توجهها؟!
بكل تأكيد رسالتي أوجهها للجالية السودانية بإمارة منطقة عسير والمناطق المجاورة لها للحضور للإستاد وتشجيع منتخب الشباب في مباريات البطولة فوجود الجماهير يعني الكثير للاعبين فأطالبهم بتشجيع الشباب ورفع روحهم المعنوية حتي يؤدوا المباريات بالصورة المطلوبة ويقدموا أفضل ما عندهم.