قرار صعب
دارالنعيم عابدين
رفع سقف تمني البطولات بدون تخطيط ينهار
كل عام خلال فترة التسجيلات يتم رفع سقف التمني بأن اي لاعبين ومدربين قادمين للسودان سيحققون بطولة، رغم ان البطولة لا تحقق الا بوجود منظومة مكتمله تعمل باحترافية تبدأ من انضباط كل فرد في هذه المجموعة واحترامه للعمل وكل شخص يعمل وفق خبرته فقط، الإداري في ادراته فقط، اللاعب في الملعب فقط، المدرب من يضع الخطط الفنية ومن يختار اللاعبين، جهاز طبي محترف، خبير تغذية، إعلام النادي عليه أن ينقل كل ما يدور داخل النادي حتى لا يعطي فرصة للاجتهادات والاشاعات وان لا يكون آخر من ينزل الأخبار، لأنه لاحظنا اي خبر ينتشر في السويشال قبل الإعلان الرسمي للنادي.
الجماهير عليها التشجيع باحتراف.
الاتحاد يراعي للأندية المشاركة في البطولات الأفريقية حتى يبعدها عن الإرهاق الزائد بسبب البرمجة الضاغطة والسفر من ولاية إلى ولاية، هذا غير المشاركة مع المنتخبات، اللاعبين طول العام يلعبون حتى لو هناك راحة لا تتعدى 5ايام.
تاهيل الملاعب التي تعتبر اكبر عائق للاعبين واكثر سبب في الإصابات.
كيف تحقق بطولة وانت تتدخل في عمل الجهاز الفني وتختار اللاعبين ولا تنفذ متطلبات الجهاز الفني خاصة في الشطب خوفاً من الهجوم الإعلامي وردة فعل الجماهير، كيف تحقق بطولة والمدرب يريد التعاقد مع نوعية معينه من اللاعبين لتنفيذ خططه وانت تفشل في اقناع هذه النوعية.
كيف تحقق بطولة والمدرب يريد إقامة معسكر في دولة محدده وانت تأخرت في السفر إلى هذه الدولة وبسبب مباريات الدوري والكأس في هذه الدولة لم تجد فرصة لمواجهة أفضل الفرق لذلك اخترت معسكر في دولة أخرى.
كيف تحقق بطولة وانت لا تستعين بجهاز طبي محترف ومعد بدني محترف حتى يوقف سلسلة الإصابات المتكررة.
كيف تحقق بطولة وانت لا تعمل بالتقرير الطبي وإصرار غريب علي الدفع بلاعبين لم يكملوا مرحلة الشفاء من الإصابة لتتفاقم اصابتهم اكثر.
كيف تحقق بطولة وانت لا تضع عقوبة اللاعبين الغير منصبطين والسهر في الحفلات حتى الساعات الأولى من الصباح.
كيف تحقق بطولة وانت لا تخبر اللاعبين باالاضرار المترتبة على اكثارهم من تناول المياه الغازية.
كيف تحقق بطولة وانت لا تمنع اللاعبين من اللعب في بعض الأحياء وفي ميادين لا تصلح للمشي كيف يلعبون فيها تلك الميادين التي تسببت في كمية من الإصابات.
كيف تحقق بطولة وانت لا تضع نظام صحي لكل لاعب وتجبره ان يلتزم به.
كيف تحقق بطولة وانت لا تعاقب اللاعبين على زيادة أوزانهم.
كيف تحقق بطولة وانت لا تعاقب اللاعبين الذين يتأخرون عن التدريبات.
كيف تحقق بطولة في بيئة تحيط بها الصراعات من كل جانب حتى نسفت الاستقرار وجعلت الاهتمام بالصراع والانتقام الشخصي اهم من كرة القدم.
كيف تحقق بطولة في دولة لا تهتم بكرة القدم ولا تعرف قيمة ان يشارك منتخب او فريق باسم هذه الدولة.
لذلك من يحلم بتحقيق بطولة هذا العام عليه أن يصحى من هذا الحلم لان رفع سقف تمني البطولات بدون تخطيط ينهار والواقع يؤكد اننا بعيدين عن مرحلة التتويج بالبطولات، ربما لو تأهل الهلال والمريخ من دور المجموعات يعتبر جيد لكن لا اتوقع ان يصل اي منهما لنصف النهائي خلي التتويج لان التتويج يحتاج الكثير من العمل وهو طريق طويل يحتاج إلى صبر واجتهاد ووضع خطط بعيده المدي وبناء فريق يعرف هدفه من ممارسة كرة القدم ويعرف قيمة شعار النادي الذي يرتديه ويعرف ماذا يعني منتخب وماذا يعني المشاركة في البطولات ويكون لديهم طموح الاحتراف في أفضل الدوريات.
في السنوات الماضية كنا نحلم كل عام ونقول هذا العام أفضل ولكن ذاك العام كان مثل الذي سبقه، لذلك علينا التوقف عن الحلم بالبطولات لنشاهد الواقع وعندما شاهدنا الواقع بنظرة المنطق جعلنا نبعد مرحلة التتويج لان هذا التتويج يستند إلى قاعدة ونحن بدون قاعدة كيف نتوج، علينا أن نغير الواقع بالعمل وليس بالحلم ان حدث ذلك بعدها الاندية والمنتخبات ستحقق البطولات.