18 مارس 2016

رحيل الجياد الأصيلة ورحل (سماعين) أخطر المهاجمين... فرط فيه الهلال وعض عليه بنان الندم فأصبح هداف المريخ والسودان الأول.. (مريم) جلاد الحراس كان لقذائفه صوت زي السوط..

رحيل الجياد الأصيلة
ورحل (سماعين) أخطر المهاجمين...
فرط فيه الهلال وعض عليه بنان الندم فأصبح هداف المريخ والسودان الأول..
(مريم) جلاد الحراس كان لقذائفه صوت زي السوط..
*بقلم/ أبوبكر عابدين

     ورحل أحد جياد الكرة السودانية الأصيلة ، نجم المريخ والفريق القومي السوداني في الستينيات ،اسماعيل محمد بخيت والذي حمل الناعي خبر رحيله الى عالم الخلود في صباح الأحد 13 مارس الجاري بمسقط رأسه الجزيرة أبا على النيل الأبيض .
     ولد اسماعيل محمد بخيت بالجزيرة أبا في العام 1942م ثم انتقلت أسرته الى مدينة ملكال بجنوب السودان حيث ترعرع الفتى وتفتقت موهبته في كرة القدم وساعدته في ذلك قامته الطويلة وقوته البدنية وسرعته الفائقة بجانب الموهبة الربانية ، لفت اليه الأنظار منذ وقت مبكر فسارع نادي الرابطة ملكال بتسجيله مطلع الستينيات وسرعان ما فاقت سمعته الاقليم وماحوله حتى وصل الخبر لعيون نادي الهلال العاصمي والتي نقلته من فوره الى دار الطيب عبدالله عضو مجلس ادارة نادي الهلال حينها ولكن ظهرت معضلة أخرى اذ كيف يجد الفتى رغم موهبته فرصة في وجود فطاحلة الكرة حينها والذين يفوقونه خبرة ودراية أمثال نصرالدين جكسا ومصطفى شاويش وعبدالمحمود وصديق محمد أحمد ، نعم كان الأمر من رابع المستحيلات؟؟ 
    عيون المريخ لم تكن بعيدة تترقب وتنتظر الفرصة وفكر الفتى في المستقبل وحانت الفرصة مع الأقدار عندما حدثت ازمة كبار نجوم المريخ مع السكرتير القوي حينها حسن أبوالعائلة والذي أصدر القرارات الثورية بايقاف وشطب عدد من النجوم الكبار بحجة التمرد على الكيان ، وعلى الفور قام بتصعيد عدد من الأشبال أمثال السر كاوندا وجادالله وتسجيل عدد من نجوم الدرجات الصغرى أمثال بشرى وهبة وبشارة وسليمان ومحسن عطا لسد الفراغ وحانت الفرصة بعدهم لدخول اسماعيل بخيت لكشف المريخ في العام 1965م بواسطة عضو مجلس الادارة فؤاد التوم والذي اوجد له وظيفة العمل هو ورفاقه بشرى وهبة وعوض كمنجان بمدرسة بيت الامانة .
    لم يتأخر اسماعيل في الظهور واقناع الوسط المريخي بأهليته بارتداء شعار المريخ فدخل بقوة وفرض نفسه على المدرب التشيكي شيموناك ومساعده منصور رمضان ولفت أنظار الجماهير ،فتى سمهري القامة اسمر اللون سريع قوي مشاكس هداف من طراز فريد وتطابقت صفاته مع (ستايل) المريخ حينها حيث كانت القوة والعنف والسرعة والحماس الدفاق هم جواز المرور للعب مع المريخ ، لعب في خانة الجناح الايمن فأجاد وذهب للايسر فأبدع وكان رأس الحربة هو الخيار لقدرات الفتى خاصة بعد ابتعاد النفاثة ماجد .
    لم تصدق جماهير الهلال بأن ذلك اللاعب المرعب كان بين يديها وتسرب وكان من شدة خوفها وفي محاولة للتأثير عليه تهتف له (مريم .. مريم) وكان ذلك الهتاف يزيده اصرارا وعزيمة وكانت اجابته عليهم بأهداف حارقة وضربات تمزق شباك الحارس العملاق سبت دودو .
   أصبح اسماعيل (مريم) اسم كبير في سماء الكرة السوداني ونغمة حلوة في أفواه جماهير المريخ تتغنى به ومستواه المتميز أهله لدخول قائمة الفريق القومي السوداني وحجز موقعه أساسيا في التشكيلة ولم يخذل من اختاروه فكان عند حسن الظن هزم الكينيين وأرهب النيجيريين على أرضهم ووسط جماهيرهم ومزق شباكهم شر ممزق ، وحقق للسودان نتائج باهرة حتى اعتزل الكرة وغادر كشوفات المريخ في العام 1974م.
   زميله ورفيق دربه الكابتن أسامة يوسف عمر أغا والذي زامل الفقيد وذهب ولعب للأهلي المصري وكان أحد أبرز نجومه أبدى حزنا وألما على رحيل زميله وصديقه اسماعيل بخيت وتحدث عنه وقال انه كان علامة بارزة في سماء الكرة السودانية كلها والمريخ خاصة فقد كان يمتاز بمميزات تفوق بها على رفاقه وعوضهم رحيل الهداف ماجد عثمان وشكل مع بشارة وبشرى وجادالله وكمال بني مجموعة مرعبة رهيبة وكان اسماعيل يمتاز بالسرعة والتهديف القوي وهو جاري ،يقول اسامة أغا قابلت الفقيد قبل فترة ووجدته يعاني المرض والاهمال وتأسفت على حال قدامى اللاعبين الذين لايجدون الرعاية والاهتمام بمجرد زوال النجومية عنهم وقال ياليت أهل المريخ يلتفتون قليلا للنواحي الاجتماعية فالنادي كانت تميزه تلك الصفات أيام شاخور وحاج زروق وحاج التوم وحاج حسن وحاج مزمل رحمهم الله أجمعين ورحم الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
   الكابتن صلاح مشكلة والقطب أحمد خضر سوار والكابتن الجيلي عبد الخير والكابتن زاكي الدين محمد دود (زيكو كوستي) تحدثوا عن الفقيد وعددوا ماثره وكان زيكو قريبا منه ولفتوا انتباه الاسرة المريخية ومجلس الادارة الى الالتفات الى مثل هذه الأشياء والتي تؤكد ترابط الأسرة المريخية وتزيد منعتها وانا لله وانا اليه راجعون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق