07 أكتوبر 2016

بيليه الأعظم.. ورونالدو الأخطر



تُعدّ كرة القدم «اللعبة الجميلة» لأسباب عديدة. وتقف البرازيل وراء معظم جمال «اللعبة الجميلة». صحيح أن الكرة البرازيلية مرت بأوقات صعبة في السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال تحظى بالشعبية الأكبر حول العالم بفضل اللاعبين الذين أنجبتهم عبر السنين.
نستكمل اليوم استعراض أسماء أفضل عشرة لاعبين ارتدوا القميص الأصفر الشهير.
1ـ بيليه: يبقى الأشهر بين لاعبي كرة القدم البرازيليين عبر التاريخ. إذ فرض نفسه نجماً منذ العام 1958 عندما برز على المستوى الدولي. وعلى الرغم من الجدل حول الأفضل بين بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا، يبقى بيليه الأفضل من دون شك.
سجل بيليه 541 هدفاً في الدوري ما يجعل منه الهداف الأنجح في بطولات الدوري. كما سجّل 1281 هدفاً في 1363 مباراة رسمية وودية، وهو أيضاً رقم قياسي عالمي.
بعد انضمامه إلى المنتخب البرازيلي في الـ16 من عمره، برز بيليه خلال كأس العالم العام 1958 ضد المنتخب الروسي القوي. وباعتماده على الـ «جينغا»، وهو فن قتالي قديم في البرازيل، فرض نفسه هدافاً أمام المرمى. كما لعب دوراً أساسياً في إحراز البرازيل كأس العالم ثلاث مرات الأعوام 1958 و1962 و1970.
ورغم كونه لاعب كرة قدم، اخترته اللجنة الأولمبية الدولية رياضي القرن.
2ـ غارينشيا: وبينما اعتُبر بيليه سفيراً عالمياً لكرة القدم ونال شهرة منقطعة النظير، كان أحد زملائه محبوباً أكثر منه في البرازيل. خاض ماني «غارينشيا» بدايته مع منتخب البرازيل إلى جانب بيليه في كأس العالم العام 1958 ضد روسيا، وسرعان ما اكتسب سمعة على أنه أفضل مراوغ في العالم.
عندما لعب بيليه وغارينشيا جنباً إلى جنب، لم تذق البرازيل طعم الخسارة أبداً. وبينما نال بيليه شهرة أوسع لتسجيله كل الأهداف، كان غارينشيا المموّن الرئيسي، من خلال اختراقاته من الجهة اليمنى.
كانت موهبة غارينشيا كبيرة لدرجة أن الفرق المنافسة خصصت أحياناً ثلاثة لاعبين لمراقبته. ورغم ذلك كان يجد طريقة للتملص منهم. كان يملك حساً طبيعياً لإمتاع الجمهور. فلم يأبه للفريق الخصم، واكتفى باللعب لمجرد المتعة.
بعد رفض عدد من الأندية الكبيرة ضمّه لعيب خلقي في قامته، تلقى عرضاً من نادي «بوتافوغو» للخضوع لتجربة. وكان قائد المنتخب البرازيلي نيلتون سانتوس يلعب في مركز الظهير الأيسر. تغلّب غارينشيا عليه مرات عديدة، لدرجة أن سانتوس اصطحبه بعد المباراة إلى مدير النادي وطلب منه ضمّه إلى الفريق لكي لا يضطر إلى مواجهته مجدداً. بعد غيابه عن اللعب لفترات كثيرة بسبب إدمانه على الكحول، لا تزال ذكراه تُغرق عيون محبي الكرة البرازيلية بالدموع.
3ـ سقراط: يحتل الطبيب الذي بات نجماً لجيل بأكمله المركز الثالث في اللائحة لمزاياه القيادية ومهاراته. كان يمكن تمييزه بسهولة على أرض الملعب بفضل شاربيه الكبيرين وعصابة الرأس. كما لُقّب بالطبيب لحمله شهادة في الطب ولاهتمامه بشعب بلاده.
كان قائد رباعي خط الوسط الرهيب الذي ضمّه إلى زيكو وفالكاو وإيدر في «مونديال إسبانيا 1982». وبعد تخطي الدور الأول بسهولة، ضربت البرازيل موعداً مع إيطاليا في مواجهة بين الهجوم البرازيلي والدفاع الإيطالي. قدم سقراط واحداً من أفضل عروضه، لكنه خرج خاسراً (2 ـ 3)، بفضل «هاتريك» لباولو روسي. سجل الطبيب هدف التعادل (1 ـ 1)، في المباراة وقارع لاعبي الوسط الإيطاليين. لكن تألق خط الدفاع الإيطالي بقيادة كلاوديو جنتيلي ومن ورائه حارس المرمى دينو زوف حرم البرازيليين من الخروج بتعادل، كان يكفيهم لبلوغ نصف النهائي.
خاض سقراط مباراته الأخيرة في الـ50 من عمره لاعباً ـ مدرباً لفريق «غارفورث تاون» الإنكليزي.
4ـ زيكو: يبقى منتخب البرازيل العام 1982 واحداً من أغنى الفرق موهبة التي لم تحرز كأس العالم، إلى جانب المنتخب الهولندي في السبعينيات. وكان زيكو أحد نجومه الكبار.
شكل زيكو شراكة مع القائد سقراط في خط الوسط. وكان مزيجاً بين العالمين: التمرير مع الرؤية ودهاء الأوروبيين، والمهارات الجميلة وحسن التعامل مع الكرة والقدرة على التقدم المباشر، وهي مزايا الأميركيين الجنوبيين.
سجل «بيليه الأبيض» 48 هدفاً في 71 مباراة دولية مع منتخب البرازيل، وهو رقم ممتاز بالنسبة إلى لاعب وسط.
وعلى الرغم من مشاركته في كأس العالم ثلاث مرات، فشل زيكو في رفعها. وهو يُعتبر واحداً من أعظم اللاعبين الذي فشلوا في إحراز كأس العالم.
5ـ رونالدو نازاريو دي ليما: كان رونالدو السبب الرئيسي في دفع الناس الذين بدأوا في متابعة كرة القدم أواخر التسعينيات إلى تشجيع البرازيل. كان رونالدو واحداً من أخطر المهاجمين الذين شهدهم العالم، والنصير الحقيقي لكرة السامبا في العصر الحديث.
امتلك «الظاهرة» كل شيء، السرعة والمهارة واللمسة الأخيرة القاتلة بالقدمين. كما أنه واحد من القلائل الذين دافعوا عن ألوان خصمين لدودين مثل «برشلونة و «ريال مدريد» في إسبانيا، و «إنتر» و «ميلان» في إيطاليا وحصلوا على محبة مشجّعيها.
برز رونالدو على المسرح الدولي في العام 1994 عندما أحرز كأس العالم مع البرازيل في الـ17 من عمره. لُقب بـ «الظاهرة» لصعوده السريع إلى عالم النجومية. فقد خاض مباراته الأولى محترفاً في الـ16 من عمره مع نادي «كروزيرو»، حيث سجل 44 هدفاً في 47 مباراة، من ضمنها خماسية ضد «باهيا»، قاده بها إلى إحراز كأس البرازيل.
ساهمت قدراته التهديفية في حصوله على مركز أساسي في المنتخب الوطني بعد فترة وجيزة. وكان «مونديال 1998» الأول لرونالدو نجماً لخط هجومه. لكن يبقى ما مرّ به عشية المباراة النهائية لغزاً للجميع. والأمر المؤكد هو أن النتيجة كانت لتأتي مغايرة لو كان في كامل لياقته في ذلك اليوم.
كان «مونديال 2002» ملكاً لرونالدو. فقد أحرز الحذاء الذهبي خلال قيادته البرازيل إلى إحراز لقبها الخامس، وسجل هدفي المباراة النهائية ضد ألمانيا.
اعتزل رونالدو واحداً من أعظم مَن شهدته بطولة كأس العالم، وهدافاً تاريخياً لها، قبل أن يُزيحه الألماني ميروسلاف كلوزه عن عرشه في النسخة الأخيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق