12 فبراير 2017

أزمة بث الدوري الجدلية و هوية الجهة الراعية الأزلية 


كتب : محمد صلاح

انطلق الدوري الممتاز لكرة القدم السودانية 2017 الذي ينظمه الاتحاد العام لكرة القدم بالسودان مطلع شهر يناير و ينقصه حسم كثير من الملفات التي لم يتم الاتفاق عليها بعد، و ذلك بسبب المشاكل التي تصاحب بدايات الدوري كل عام بمشاركة من  الاتحاد العام وأندية الممتاز .

بدأ موسم العام 2017 مشابهاً للزي السوداني الرسمي الجلابية إلا أنه من غير عمامة، حيث صاحبه العديد من التخبط من جانب الاتحاد في اجراء القرعة و زمن انطلاق الدوري فتأجلت البداية كما العهد دائماً ، وانطلق الدوري دون أي جهة لها حق الرعاية ودون بث تلفزيوني لمبارياته.

تعنت الاتحاد كثيراً في بعض الملفات و تمسك بقيمة مالية عالية جدا لحقوق البث و في المقابل تمسكت الاندية باستلام اموالها نظير دخول كاميرات البث التلفزيونية فضاعت متعة المشاهدة و فنيات اللعب على مشاهدي كرة القدم السودانية في مختلف البلاد و على وجه الخصوص الذين هم بدول المهجر مما يعني ان الاتحاد قد حرمهم من مشاهدة انديتهم  و معرفة مستوى اللاعبون الجدد و القدامى و المعارون لأندية صديقة هذا بالإضافة لحرمانهم من مشاهدة الاندية الوافدة لقطار الممتاز في بداية المواجهات و التي ينتظرها المشاهد بشغف.

الشاهد في الامر أن دول العالم تجتهد في الاخراج الاعلامي المميز لمنافسات كرة القدم المختلفة باعتبارها الواجهة للأعمال و الاستثمار ودخول رأس المال في هذا المجال حيث يمكن ان يصيب هذا الجهد عصفورين بحجر زيادة دخل الشركات و تطوير اللعبة أو منشط الرياضة بشكل عام ،
إلا أن الامر مختلف جداً في السودان حيث تمسك اتحاد الكرة بمبلغ كبير نظير حقوق البث من أجل منصرفاته فقط و المتمثلة في سفرياته و ترحاله دون النظر لتطور بطولته وبالتالي  تطور كرة القدم السودانية و التي هي محلك سرك و على كل المستويات الدولي والافريقي والعربي و دونكم تصنيف و ترتيب السودان في كل النشرات و الدوريات الكروية فيصبح الاتحاد السوداني كما يقول المثل (لا طال بلح الشام ولا نال عنب اليمن) وذلك يرجع للفكر الذي يدار به امر الكرة بالاتحاد العام.

اما الاندية و التي تعاني من شح الامكانيات المادية والتي تنظر لعائد البث بالغنيمة التي لا تغني جوف فكرهم و لا تسمن بناء طموحهم فإنهم يديرون تلك الاندية بذات العقلية القديمة دون تخطيط أو رؤية واضحة أو أهداف محددة للوصول لمنصات التتويج ليس على مستوى السودان فحسب و انما المنافسة الخارجة.

رغم التحسن الملحوظ في القنوات الرياضية إلا ان هناك بعض الهنات فيما يخص فقر الفكر الاعلامي بجانب الوضع المادي و الذي ينعكس في تقديم عرض فقير لا يرضي معظم الاطراف وذلك لإمكانياتهم الضعيفة في التغطية بغرض تغطية منصرفات البث فقط و بالتالي اعتمادهم على ادارات ذات فهم فطير و محدود و كوادر غير مؤهلة لنقل دوري تلعب فيه فرق من معظم بقاع السودان مع عدم المهنية المقيتة في بعض الاحيان عند تغطية الاحداث الرياضية في بلد يرسم ابنائه الاعلامين النجاحات في شتي دول المهجر.

تضيع كرة القدم السودانية من بين كل هذه العوامل ومن خلفها تضيع متعة المشاهدة للجمهور الوفي لناديه، حيث كانت هنالك اكثر من لقطة جميلة لعبت في بدايات دوري 2017 اجتهد فيها المدربون وارهقت اللاعبون في التدريبات والمعسكرات لم تسعف الجمهور لمشاهداتها و ايضاً كم من تقييم و تحليل فني لبعض المدربين غاب و افل و كم من هدف جميل أحرز و آخر ضاع و لم يوثق  و و و و و و ليبقى الامل معقود في حلول ليست هي بالعاجلة فننتظر ام آجلة لحين الفراغ و تسوية الامر .

فالأمر يحتاج الى الاسراع بخطوات سريعة و ثابتة نحو الافضل للأعوام القادمة، وان تكون هناك خطط ثابتة و خطط بديلة من قرعة ، بث ، نقل ، دوري ، مباريات و تحليل و خريطة برامجية لفترة 5 اعوام على اقل تقدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق