16 أبريل 2017

موسم الهجرة الي الشمال هذه ليست رواية استاذنا وأديبنا الطيب صالح بل هي رواية ( مبادرة الاعلاميين السودان اصل الحضارة )



كتب : انس الامام
موسم الهجرة الي الشمال 
هذه ليست رواية استاذنا وأديبنا  الطيب صالح بل هي رواية ( مبادرة الاعلاميين السودان اصل الحضارة ) روايتنا مثل رواية الطيب صالح لها ابطال ايضا .. ابطالنا هنا اعادو كتابة التاريخ من جديد ..هم الاعلاميون من مذيعين ومصورين وصحفيين وكتاب  تتقدمهم الكنداكة تيسير حسين وإخوانها تجاني وناجي وحرزاوي وندي .. تحركوا ويمموا وجههم شطر شمال السودان .. الي الولاية الشمالية (ارض الحضارات) 
البداية كانت في ديار اهل الطنبور  (الناس الحنان )اهل مروي ونوري اللذين استقبلونا في مدخل الولاية عند منطقه الملتقي يتقدمهم وزير الاستثمار بالولاية الاستاذ جعفر عبدالمجيد (ولهذا الرجل قصص سنقف عندها كثيرا) والمعتمد وأهل المنطقة ، في هذه الديار وقفنا علي حضارة اجدادنا المنسية ، ذهبنا الي جبل البركل(الجبل المقدس) والذي تحيط به مجموعه من الروايات والقصص حيث كان قديما يمثل العاصمة الدينية لمملكة نبتة ، حيث تقول الأساطير ان هنالك انفاق تربط جبل البركل بالحضارات والممالك القديمة .. من جبل البركل تحرك الموكب الي مدافن الكرو وهي المدافن الملكية الخاصة بالاسرة ٢٥ .. فيها راينا العجب ،، راينا في جدران القبور ان اجدادنا كانوا يؤمنون بالبعث بعد الموت حيث راينا في احدي الجداريات صورة احد الملوك وقلبه موضوع علي ميزان ، وأمامه ملك علي شكل طائر له اجنحة ينظر اليه والميزان يميل الي صالح حسناته ،، وراينا النقوش التي تدعو الي وجود اله واحد فقط .. الاله (آمون) .. انبهرنا بطريقه تجهيز الموتي وطرق تجهيز القبور .. منها ذهبنا الي قبر تهارقا الذي اختار ان يكون قبره بعيدا عن مدافن الكرو مقاصدا لجبل البركل وعند مطلع الشمس تشرق علي قبره ويقع ظله علي جبل البركل .. ما أعظم اجدادنا وهم يهندسون لحياتهم ومماتهم بهذه التنسيق الغريب.. لدينا ماض جميل وتاريخ عظيم.
بعدها راينا ماذا فعل  احفاد بعانخي من مشاريع استثمارية مستقبلية  لصالح الولاية والسودان وكان مشروع مصنع كريمة للخضر والفاكهة والذي يبلغ سعته الإنتاجية ٤٠٠ طن والذي يمثل شراكة بين القطاع الحكومي والاستثمار العربي والذي يبلغ راس ماله ١٥ مليون دولار .. منها تحركنا الي مشروع امطار الزراعي في منطقه الدبه والذي تبلغ مساحته المزروعة ١٣٠ الف فدان والذي يعمل باحدث طرق الري.. الري بالتنقيط .
بعدها توجهنا شمالا الي دنقلا العجوز - الغدار-حيث وقفنا علي اطلال مرحلة اخري من تاريخ السودان (السودان المسيحي والإسلامي ) .. اخبرنا المرشد بان هذه المنطقة يوجد فيها اقدم مسجد في افريقيا جنوب الصحراء وايضاً تحتوي المنطقة علي دير يعود الي فترات مسيحية سابقه والمعروف عن اهل الغدار انهم اهل دين ودعوة ويكفي عنهم انهم احفاد الداعية الاسلامي ساتي ماجد الذي ذهب الي امريكا من اجل الدعوة ونشر الدين الاسلامي وكانما يخبرنا التاريخ بان اهل الغدار اصحاب اتفاقية البقط الشهيرة وقعوا علي  اتفاقية حماية ونشر الدين الإسلامي..
ودعنا اهل الغدار وتوجهنا الي الخندق والتي كان في استقبالنا معتمد القولد العميد ركن دكتور  أمير محمد طه  وأعيان المنطقة  في مدخل المدينه .. تعرفنا علي  القلعة الحمراء او (القيلاقيلا ) كما يحب ان يسميها اَهلها .. هناك تم تنظيم احتفال بسيط من قبل اهل المنطقة علي شاطئ النيل ، حيث تسابق الاعلاميين المرافقون للبعثه علي تقديم فقراته واستعراض مواهبهم المتعددة في الشعر والموسيقي حيث اصر الأهالي علي صعود نانسي عجاج-التي كانت ضمن الوفد الاعلامي- للمسرح لتغني لهم ولم تخيب ظنهم..
منها ودعنا اهل الخندق وتحركنا في اتجاة مدينه دنقلا حاضرة الولاية التي وقفنا عندها للمبيت ومنها توجهنا الي منطقه الشلال الثالث في قرية تمبس وهي منطقه سياحية بامتياز حيث تحتوي علي اثار وتماثيل حضارة نوبية كوشية قديمة وأجمل مافيها طبيعتها وخضرتها وشلالاتها حيث حرص الجميع علي التقاط صور تذكارية من هذه البقعه الجميلة ..منها توجهنا الي منطقه كرمه حيث حضارة كرمه ومنطقه الدفوفه وصعدنا الي أعلي نقطه في الدفوفه وراينا عمل فريق شارلي بونية الذي امتد لأكثر من ٥٣ سنه منقبا عن اثار تلك الفترة الذهبية ويوجد في كرمه متحف يحتوي علي اهم تماثيل وآثار تلك الفترة ..منها توجهنا الي منطقه ارقو استعدادا للذهاب الي ختام محطاتنا في الولاية الشمالية جزيرة مروارتي، حيث اصطفت المراكب النيلية لتقل ضيوف الولاية من الاعلاميين البالغ عددهم أكثر من ١٢٠ اعلاميا من كل ولايات السودان ،، تحركت المراكب باتجاه الجزيرة ونحن في شوق لمعرفه حال الجزيرة التي حدثني عنها صديقي فريد كثيرا .. وكانت المفاجاة لنا بانه تم استقبالنا من داخل مياه النيل حيث كانت فرقه دنقلا للتراث النوبي تغني بمقدم الوفد علي سطح المراكب الشراعية وعلي إيقاع الموسيقي النوبية ،،وهي التي قادتنا باتجاه الجزيرة ..هنا نقف قليلا عزيزي القاري لان القادم لايمكن ان أصفه بحروف او كلمات، حيث اصطفت الجزيرة عن بكره ابيها لاستقبالنا ..
نعم كل الجزيرة تقف لاستقبالنا 
ازهلنا وقوف اهل الجزيرة علي شاطئ النيل ليقولوا لنا مرحبا بكم في جزيره اهل المروءة .. الاستقبال كان مختلفا عن اي استقبال آخر .. استقبال لايقل عن استقبال اهل القدس لتهارقا عندما كسر عنهم الحصار والذي حدثتنا عنه كتب التاريخ ، استقبال لا يحكي بالكلمات ولا بالصور .. راينا قلوب اهل الجزيرة مفتوحه لنا قبل بيوتهم .. رأينا اعينهم وتفيض بحب لنا وكاننا نعرفهم من سنين .. توجهنا جميعا الي داخل الجزيرة لنشهد حصاد القمح والذي يحتوي علي طقوس تعود الي الآف السنين يتوارثونها جيل بعد جيل ، بعد القمح أعد لنا اهل الجزيرة وليمه ملكيه دسمه، ومنها شهدنا العاب شعبية نوبية تعود عمرها الي ما قبل الميلاد ومنها دخلنا الي مدرسة الجزيرة والتي بنيت علي طراز نوبي جميل ، حيث أتحفتنا فرقة دنقلا للتراث النوبي علي جميل الايقاع والرقصات الفلكلورية .
ومثلما كان الاستقبال كان الوداع ولكن هذه المره بالنسبة لنا كان الوداع مرا.. رأيت زملائي وفِي اعينهم دموع وداع لاناس لم نمضي علي معرفتهم ساعات .. وداع لأهل الجزيرة الطيبين 
تمنينا ان نبقي في هذه الجزيرة 
هؤلاء الذين بادلونا الحب 
وكما قال اسماعيل حسن تخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل (مروارتي) ديل اهلي.
وكما يقولون كان الختام مسكا..
▪شكرا كثيرا لكل من ساهم في هذه الرحله 
▪نخص بالشكر وزير الاستثمار والسياحة الاستاذ جعفر عبدالمجيد الذي سهر علي راحتنا وقدم لنا وقته وجهده وماله - والله ما قصرت ورفعت راسنا.
▪شكرا المرشدين السياحيين ( اصحاب الرداء الأصفر ) في وزارة السياحة بالولاية الشمالية علي تعبكم وسهركم خلال ٣ ايام 
▪شكرا السائقين واصحاب الباصات 
▪شكرا اهل الشمالية علي كرم الضيافة
▪اهل مروارتي ..شكرا ليكم تاني

انس الامام
السودان_اصل_الحضارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق